تقارير وفيديومعرض الصور

تحرير البشير.. ملحمة الخلاص من داعش وسطر البطولة الخالد في سجل الحشد

لم تكن معركة تحرير ناحية البشير صفحةً عابرةً في كتاب الانتصارات، بل كانت فصلاً ناصعًا خطّه الحشد الشعبي بحبر الدم والبطولة، وسُطّر في ذاكرة الوطن كأحد أعظم الملاحم التي أنهت زمن المجازر وأعادت للناس حقهم في الحياة.

 وفي مثل هذا اليوم، العاشر من نيسان عام 2016، شهدت أرض البشير جنوبي كركوك فجر نصرٍ جديد بعد أن أطلقت قوات الحشد الشعبي والقوات الأمنية عملية عسكرية كبرى لتحريرها من سيطرة تنظيم داعش الإرهابي، واضعة بذلك حداً لمعاناة إنسانية استمرت لأكثر من عامين، كان فيها الأهالي بين نيران الإرهاب وغازات الموت.

  الأرض الجريحة

قرية البشير، الواقعة ضمن ناحية تازة جنوب محافظة كركوك، كانت من أوائل ضحايا تمدد داعش الإرهابي في صيف 2014. تحوّلت هذه القرية التركمانية إلى قاعدة لإطلاق القذائف والصواريخ باتجاه المناطق المجاورة، وعلى رأسها ناحية تازة، التي نالت النصيب الأكبر من الألم.

في واحدة من أكثر الجرائم دموية، قصف داعش تازة بأكثر من 40 صاروخ كاتيوشا محمّلة بغاز الكلور السام، هذا الهجوم تسبب بإصابة العشرات من المدنيين، خاصة الأطفال والنساء، بالحروق والاختناقات، ما دفع بالمفوضية إلى مطالبة الحكومة بالإسراع بتحرير قصبة البشير لإنقاذ المدنيين وإيقاف الكارثة.

  انطلاق التحرير

في العاشر من نيسان 2016، انطلقت المرحلة الأولى من عمليات تحرير قاطع البشير بمشاركة فاعلة من اللواء العاشر واللواء السادس عشر من الحشد الشعبي، بالتنسيق مع القوات الأمنية. تقدم الأبطال من محورين شرق قضاء الحويجة، وسط مواجهات ضارية ضد عناصر داعش.

المعارك شهدت استخداماً مكثفاً للمعلومات الاستخبارية والدقة في التخطيط، ما مكّن القوات من تكبيد العدو خسائر جسيمة وإجباره على التراجع، في ظل انهيار دفاعاته أمام إصرار القوات العراقية.

    إعلان النصر

في الثلاثين من نيسان، أعلنت قيادة الحشد الشعبي عن تحرير قرية البشير بالكامل بعد عملية نوعية وخاطفة شارك فيها آلاف المقاتلين من مختلف ألوية الحشد. العملية لم تتوقف عند حدود البشير، بل شملت أيضاً تطهير القرى والمناطق المحيطة بها، ليُعاد الأمن إلى جنوب كركوك بعد أن كان مسرحاً للرعب.

  البشير تتوشّح بالأخضر 

لم تكن عملية تحرير البشير مجرد نصر عسكري، بل كانت بمثابة بعث جديد لحياة كاملة. مدارس أُعيد فتحها، وحقول أُعيدت زراعتها، وبيوت عادت تضجّ بالحياة بعد أن كانت أطلالاً يسكنها الحزن.

عودة البشير للحياة كانت بفضل دماء الشهداء الذين سقطوا على ترابها، وبتضحيات أبطال الحشد الذين جسدوا معاني الفداء والوطنية.

معركة السيادة والدولة

حررت قوات الحشد الشعبي قرية البشير لتكون بذلك عنواناً بارزاً في مسار استعادة السيادة. لم يكن الأمر مجرد انتصار ميداني، بل استعادة لمعادلة الدولة التي أراد الإرهاب أن يخلخل أركانها.

أثبت الحشد الشعبي من خلال هذا النصر، أنه مؤسسة أمنية عقائدية وإنسانية، تستجيب لنداء المواطن والمقدسات، وتقف دائماً حيث تكون الدولة بحاجة إلى أكتاف الرجال.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى