دليل الهور ومقارع الإرهاب والطغاة.. رواية الشهادة والتضحية للشهيد القائد أبو منتظر المحمداوي

مسيرة استثنائية خطّها بدمائه، حافلة بالجهاد والتضحية، لرجل عاش مجاهداً ورحل شهيداً، إنه القائد حاتم أسود محمد، بـ أبو منتظر المحمداوي. لم يكن اسماً عادياً في سجل المضحّين، بل كان رمزاً صلباً من رموز المقاومة، وواحداً من أبرز القادة الذين حملوا لواء الدفاع عن العقيدة والوطن.
وُلد الشهيد عام 1967 في محافظة ميسان، المدينة التي أنجبت رجال الوغى وفرسان التضحية، ونشأ في كنف عائلة مؤمنة زُرع في وجدانها حبّ آل البيت عليهم السلام. ومنذ شبابه، التحق بركب المجاهدين، فكان من أوائل من نذروا أرواحهم في دروب المقاومة.
دليل الهور
لقّب بـ “دليل الهور” لخبرته الفريدة في معرفة تضاريس الأهوار ومسالكها السرية، حيث خاض فيها معارك شرسة ضد نظام البعث، وقاد عمليات نوعية متميزة. كان واحداً من مؤسسي العمل الجهادي في هور المشرح، حيث شكّل علامة فارقة في أساليب المقاومة، مستعيناً بفطنته العسكرية وشجاعته الاستثنائية.
لم يكن الجبل أقل من الهور بالنسبة له، فقد انتقل بعد 2003 إلى ميدان جديد، حيث تصدّى لقوات الاحتلال، وكان مشرفاً على العديد من الفصائل الجهادية، واضعاً نصب عينيه هدف تحرير العراق من الهيمنة الأجنبية.
مقارع الإرهاب والطغاة
بعد اجتياح عصابات داعش الإجرامية للعراق عام 2014، كان من أوائل من لبّوا نداء المرجعية الدينية، فانبرى لقيادة اللواء العاشر في الحشد الشعبي، متقدماً الصفوف غير آبهٍ بالمخاطر، حتى تعرّض لإصابة في قاطع سامراء تسببت في إعاقة بإحدى قدميه. ورغم ذلك، لم تمنعه الإصابة من مواصلة مسيرته، بل زادته عزيمة وإصراراً، فكان يتوكأ على عصاه ليقود المعارك بنفسه.
خاتمة المجد
في 13 تموز 2015، خلال عمليات تحرير الصقلاوية في الأنبار، وبينما كان الشهيد مع كوكبة من القادة يضعون خطط استكمال الطوق على الإرهابيين، انفجرت عبوة غادرة لترتقي روحه الطاهرة مع رفيق دربه أبو حبيب السكيني وثلة من المجاهدين.
برحيله، فقدت ساحات الجهاد قائداً مقداماً، لكنه بقي حيّاً في ذاكرة رفاقه، ومشعلاً ينير درب الأحرار الذين يواصلون مسيرته في الدفاع عن الوطن والمقدسات. فسلامٌ على دليل الهور يوم وُلِد، ويوم جاهد، ويوم استُشهد مقارعاً الإرهاب والطغاة.