البعاج.. قلعة داعش التي أسقطها المهندس وأغلق الحشد عبرها أبواب الإرهاب

يُعد قضاء البعاج، الواقع غرب محافظة نينوى، من أبرز المناطق التي شهدت سطوة الإرهاب لسنوات، حيث استخدمه تنظيم داعش كعاصمة سرية وقلعة محصنة لإدارة عملياته الإرهابية. ورغم وعورة المنطقة وتعقيد تضاريسها، تمكنت قوات الحشد الشعبي، باشراف الشهيد القائد أبو مهدي المهندس، من اقتحام أسوارها وتحطيم أحد أهم معاقل التنظيم في العراق خلال الثامن من رمضان عام 2017.

آخر محطات النصر

في 4 حزيران 2017، أطلقت قوات الحشد الشعبي عملية “محمد رسول الله الثانية“، التي استهدفت تحرير قضاء البعاج، آخر معاقل داعش غرب الموصل. جاءت هذه العملية بعد سلسلة انتصارات متلاحقة حققتها القوات الأمنية والحشد الشعبي، وأسفرت عن تحرير قضاء الحضر والبعاج بالكامل، إضافة إلى استعادة أربع نواحٍ رئيسية: بادوش، القيروان، القحطانية، والعدنانية، فضلًا عن تحرير 382 قرية في غرب الموصل وإنقاذ آلاف العوائل التي كان داعش الارهابي يستخدمها كدروع بشرية.

  المعقل السري لداعش

لم يكن تحرير البعاج مجرد انتصار عسكري، بل كان ضربة استراتيجية كبرى لتنظيم داعش الإرهابي، حيث أنهى أي تواجد للتنظيم في غرب الموصل وقطع خطوط إمداده بين العراق وسوريا. عُرفت المنطقة بأنها القاعدة السرية لقيادات التنظيم ومركز عملياته الاستخباراتية والعسكرية، وهو ما جعلها معركة حاسمة في الحرب ضد الإرهاب.

بصمات الشهيد المهندس

كان للشهيد أبو مهدي المهندس دور محوري في تخطيط وتنفيذ عمليات تحرير غرب الموصل، حيث قاد الحشد الشعبي في معارك أنهكت التنظيم الإرهابي بالكامل، والذي اعلن عن تحرير قضاء البعاج بالكامل من سيطرة داعش، مشيدا بهذا الإنجاز النوعي لم يكن ليتحقق لولا تضحيات الشهداء ودعاء المؤمنين في هذا الشهر الكريم، شهر الخير والعطاء.

  نهاية الإرهاب في غرب الموصل

مع تحرير البعاج، أُغلقت صفحة مظلمة من تاريخ المنطقة، وسُطرت مرحلة جديدة من الأمن والاستقرار. أثبت الحشد الشعبي والقوات الأمنية أن العراق قادر على دحر الإرهاب، بدماء شهدائه الأبطال وتضحيات مقاتليه الشجعان، ليبقى النصر شاهدًا على تضحيات أبطال الوطن في سبيل الحرية والسلام.