الشهيد جاسم شبر.. “دكتور معالجة العبوات” الذي لبس قلبه على درعه
على مدى 10 سنوات من انطلاق الفتوى المباركة للمرجعية الدينية العليا وتأسيس الحشد الشعبي، تميز كل واحد من ابطال وقيادات الحشد الشعبي بميزة عن الآخر رغم انهم جميعا اشتركوا في اقدس صفة وهي الجهاد في سبيل الله تعالى والذود عن الوطن والحرمات وتقديم الغالي والنفيس من اجل تحرير الأرض وصون العرض.
تلك الصفات جعلت من ابطال الحشد الشعبي قيادات في الصف الأول وصنعت لهم مجداً سيبقى التاريخ يسطرها بحروف من نور كونها جادت بأسمى غايات الجود وهي الجود بالنفس طلبا لمرضاة الله تعالى أولا ودفاعا عن الوطن وسيادته أمام غربان الشر والجريمة التي حاولت في غفلة من الزمن تحقيق أحلامها الخائبة على أرض الأنبياء والاوصياء.
ومن هؤلاء القادة السيد جاسم شبر مدير هندسة الميدان في هيئة الحشد الشعبي الذي شارك في اغلب معارك التحرير ضد عصابات “داعش” الإرهابية منذ الأيام الأولى للفتوى المباركة في بلد وسبايكر والاسحاقي وسامراء وصولا الى تكريت والعوجة وغيرها من المناطق التي ترك فيها القائد الشهيد بصمته المتميزة.
كان الشهيد شبر يقوم بأكثر الأدوار خطورة وأهمية وهي تطهير الميدان من مخلفات فلول “داعش” الإرهابي وما زرعوه من متفجرات وعبوات للفتك بالمقاتلين والمجاهدين او السكان بعد عودتهم الى مناطقهم، فقد استطاع ان ينقذ الكثير من المناطق من تلك المتفجرات الغادرة لعصابات الإرهاب وتفكيكها بمنتهى الحرفية والاحتقان حتى اطلق عليه لقب “الدكتور المعالج للعبوات الناسفة” وكان بحق يستحق ذلك اللقب بكل جدارة.
وما يُسجل للشهيد القائد انه كان يتقدم الصفوف ويرفض البقاء في مواقع المتأخرة حتى بعد تسنمه منصبا كبيرا في هيئة الحشد الشعبي وهي مديرية هندسة الميدان، حيث كان يتقدم بنفسه لمعالجة ما خلفه فلول “داعش” الإرهابية المندحرة، ويحتفظ رفاق دربه العديد من القصص والمآثر.
وبعد عامين من الفتوى المباركة والجهاد الأسطوري الذي ترك من اجله الأهل والاصحاب والاحباب طيلة أكثر من 90 يوما، اختار الله تعالى هذا القائد ليكون بجوار من سبقه من الشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا، حيث ارتقى شهيدا اثناء عمليات تحرير قضاء تلعفر في محافظة نينوى في يوم 18 تشرين الثاني 2016 والذي يصادف يوم ولادته في عام 1978 والتي بدأها طالبا للعلم ومن ثم مجاهدا وناشرا للفضيلة والتقوى قبل ان يختمها بالعاقبة الحسنة شهيدا مضرجا بدمه.