نص كلمة رئيس هيئة الحشد الشعبي السيد فالح الفياض في الحفل الرسمي بمناسبة ذكرى التأسيس العاشرة

ينشر موقع “الحشد الشعبي” نص كلمة رئيس هيئة الحشد الشعبي السيد فالح الفياض التي القاها في الحفل الرسمي بمناسبة الذكرى السنوية العاشرة لصدور فتوى الجهاد الكفائي وتأسيس الحشد الشعبي.
نص الكلمة:
عشر سنوات من التضحية والمرابطة والخدمة نوجز عمل الحشد الشعبي خلال المرحلة السابق ومن يؤرخ للحشد الشعبي خلال السنوات السابقة انما يؤرخ للعراق لان الحشد كان في صلب الأمة وآماله ومشاريع بنائه وقدرات دفاعه عن هذا البلد، تاريخ الحشد هو تأريخ العراق وهذا شرف لا يمكن ان يضاهيه أي شرف حينما تكون مندكا في تأريخك وما تقوم به مع امال والام وطموحات ومشارع هذا البلد ، الحشد الشعبي انطلق بفتوى شرعية من سماحة اية الله العظمى السيد السيستاني واستشعار للخطر واستنهاض للقوة وقراءة للواقع دقيقة وصحيحة واستشراف للمخاطر عبرت عنها هذه الفتوى التاريخية الاستثنائية التي لم تكن في الحسبان وإطار التوقع وحتى كبار المسؤولين في الدولة في ذلك الوقت ذهلوا لهذه الفتوى التي لم تكن في إطار التوقع وإطار الاحتساب لكن القيادات التاريخية صاحبة الرؤيا بنور إلهي تستكشف المخاطر وتستنهض الامم والامة متفاعلة مع دينها ومرجعيتها، كانت التجربة الاولى في التفاعل بين الشعب العراقي والمرجعية بهذا التفاعل الكبير والعظيم والخطير الذي شهدناه وكثير من الاخوان كانوا حاضرين في تداعيات هذه الفتوى و ما قام به الناس بعد سماع هذا النداء وكانت ظروف الهزيمة والانكسار والإحباط تعم الجميع، وهذا ما ذكره الشهيد القائد ابو مهدي المهندس، فعلا كانت ايام سود تخيم على البلد والشعور بأن كل شيء قد انتهى، اننا نصفي التركة وان العراق عليه ان ينتظر مستقبلا مجهولا تتقاذفه امواج غير معلوم من يحركها تودي بهذا البلد وتاريخه، والعراق بلد عزيز له تاريخ كبير تاريخ مشرق يمثل عمقا حضاريا ليس في المنطقة بل في العالم اجمع، لذلك استجمعت كل هذه العوامل مع نداء المرجعية ومع اصحاب الغيرة والهمة فنهضوا جنبا الى جنب مع قواتنا المسلحة التي تعرضت في تلك الايام الى هزة كبيرة بسبب هول المفاجأة وبسبب هشاشة البنية السياسية والاجتماعية للدولة العراقية في ذلك الوقت وكذلك وجود العامل الطائفي الذي اضعف البنية الاجتماعية والوطنية وجعل العراق عبارة عن اشتات ومجموعات تتناحر وتسيء الظن ببعضها بعضا،لكن الجهاد وثمرة الجهاد الثمرة العظمى التي افرزتها الفتوى وغيرة الغيارى بصراحة جمعت الصفوف ووحدت الكلمة وعرفت العدو الحقيقي وأزالت مظاهر تلك الغيبوبة التي كانت تعيشها في ذلك الوقت نتيجة الفتن والصراعات وسوء الفهم وعدم القدرة على التعامل بين بعضنا بعضا، الحشد الشعبي خلال هذه المدة استطاع ان ينجز الشيء الكثير مع قواتنا المسلحة وأسهم في اعادة الاعتبار لهذا الوطن واسهم في اعادة الاحترام لهذا الشعب، أسهم في حفظ مكانة العراق بأن لا تتزعزع بفعل مخطط يرسم في دهاليز الظلام من اجل تغيير معادلة وخريطة هذه المنطقة.
نحن نعرف ما حصل ونقيم ما نحن فيه، واليوم الحشد الشعبي مكانته الاجتماعية هو متفاعل مع الشعب والأمة وآماله وطموحاته وحضر وسيحضر في كل منازلة تحتاج الى الغيرة والهمة مع قواتنا الامنية الاخرى، لكن الصفة الجهادية لهذا الحشد التي تكرست في كل مفرداتنا ومسمياتنا هي روح ناهضة تدعم وتؤازر الشعور الوطني الخالص الذي تنماز به كل قواتنا المسلحة، لكن لهذا التاريخ خصوصية، تاريخ التضحيات، من يقدم شهداء مثل الشهيد ابو مهدي وشهداء مثل هذه الشخصيات التي كانت تتصرف بالسلوك الابوي القيادي ليس الحزبي او الفئوي او القطاعي المهني فالجميع من قادة جيشنا البواسل يستشعرون طبيعة علاقتهم مع الحشد وبالذات مع الحاج ابو مهدي المهندس، تلك العلاقة التي رسمت افقا جديدا للعمل، لم نكن نحصل على مثل هذه التجارب سابقا، القوات المتطوعة والقوات الشعبية غالبا ما كانت تتقاطع مع مؤسسات الدولة ومع القوات الرسمية، لكن حجم التلاحم الذي حصل بين الجيش والشرطة الاتحادية وجهاز مكافحة الارهاب وقوات الرد السريع والاجهزة الامنية لم يكن انموذجا سائدا ولا متوقعا، لكن وجود الشخصيات ذات بعد النظر والافق الكبير هي التي رسمت هذه المعادلة واجتزنا تلك المرحلة وانتم شاهدون عليها بكفاءة كبيرة في ظل نقص الإمكانيات وفي ظل تحديات كبيرة، قالوا ان العراق قد انتهى وإن هذه الدولة التي عمرها الاف السنين قد غربت شمسها وإنها باتت من التاريخ، لكن نسوا ان هذه الدولة عمادها الانسان والانسان لا يتغير ولا يضعف ما دام يحمل قيما ومبادئ ويستحضر تاريخا، نحن على المستوى العائلي نقوى حينما نتحدث تاريخ عوائلنا وكذلك على مستوى العشائر والمدن فكيف بتاريخ امة كبير وعميق وغائر بالتاريخ هو تاريخ العراق
الحشد والسلم الاهلي، اتهم الحشد في بداية ظهوره بأنه هو قوة عسكرية شيعية تمارس الدفاع عن الطائفة، ثبت بالدليل القاطع ان ذلك كذبة وفرية كبيرة جدا ، فالحشد دافع عن العراق وقالوا بأنه ديمغرافية الموصل والانبار وديالى ولم يحصل من ذلك ابدا أي شيء، بل العكس نحن الحشد قاتلنا لكي يعود ابناء تلك المناطق الى بيوتهم وقبل ذلك الى وطنهم والى انتمائهم الحقيقي ويتجاوزوا كل الانتماءات الاخرى المزيفة التي اراد البعض ان يلبسها لهم على انهم يمثلون فئة او طائفة معينة منسلخة عن العراق، العراق موحد بطوائفه ومذاهبه وقومياته وأديانه وعشائره ومدنه، فالحشد تعامل بواقعية مع كل هذه الامور واستطاع ان ينجز اكبر درس في القضاء على الطائفية، يتهم الحشد بالطائفية لكن كل موصف يستطيع ان يقول إن منجز الحشد استطاع ان يكون المنجز الاكبر وميدان الشراكة الحقيقي والاوسع لأبناء الطوائف، نحن في محافظاتنا الغربية الان من يقود الامن هو من ابناء هذه المناطق والجميع يشهد بأن الحشد هو الذي وفر هذه الفرصة لأبناء تلك المناطق لكي يسهموا في امن بلادهم وحفظ مقدراتهم ، نحن اعداء الطائفية، نحن نمارس كل طقوس ومفردات تشجيع التعايش بين ابناء الوطن الواحد، نعم نتعبأ بثقافتنا الخاصة وهذا ليس عيبا او تعديا على الاخرين، فحينما نقول يا حسين نتعبأ بهذا المفهوم وليس استفزازا للاخر؛ لأننا حينما نقدم ابناءنا للموت يجب ان يستحضروا القيم الحقيقية التي يؤمنوا بها لتحركهم وتقدم لهم القدرة على التضحية والفداء فالحسين محرك للتحية والفداء على مستوى الانسانية وليس على مستوى العراق لذلك نحن في اطار التضحية قلت ان الحشد قام بهذه المهمة بشكل كبير اذ كان مضحيا بارزا فذا في هذا المجال ومجال المرابطة مع اخواننا في الجيش الشرطة والداخلية المنتشرين في كل ارجاء العراق دفاعا عن البلد، وفي ميدان الخدمة بالذات في ظل حكومة محمد شياع السوداني حكومة الخدمة اتاحت للحشد ان يبدأ بشوط من الخدمة وتقديم ما يستطيع ان يقوم به وفاءا لجمهوره ووطنه
علاقتنا الثانية هي المرجعية العليا التي نعمل ليل نهار لكي نحوز رضاها فهي تقوم وتقوي وتنقد وتعدل ونحن كلنا آذان صاغية لما تقوم به ونسعى لكي نكون عند حسن ظن المرجعية.
المفردة الثالثة مع الدولة وحكومتنا الوطنية لا يمكن تصور العلاقة بين الحشد واي حكومة من الحكومات السابقة بالاطار الذي نعيش به مع السيد القائد العام للقوات المسلحة حاليا فهي ليست علاقة امرة فقط بل هي علاقة ابوه والاب انما يحاسب ويتابع انما يغمره شعور الأبوة في المحبة والوفاء والاعتقاد وهذه الحكومة تتهم احيانا أنها حكومة حشد بل نحن حشد الحكومة وليس العكس، نحن الذي نتبنى اهدافها وندافع عن سياستها واهدافها الكبرى في طي صفحة الاضطراب الامني وطي صفحة الفرقة الاجتماعية وطي صفحة التناحر الطائفي نحو البناء ولأعمار وهذا ما تقوم به الحكومة ببراعة ونشهد لها بأنها استطاعت ان تغير مزاج الناس وهذا هو هدف الحشد ان يكون الناس بأمان وسعادة فالعراق هو مأوى الائمة الاطهار ومأوى الصالحين هو مآل كل من له هدف نبيل وسامي ينظر للعراق بأنه نقطة انطلاق لكل هذه الامور
الحشد يتهم من قبل الاعداء والاخرين في الايام الاخيرة، تصريح صدر لأحد الدول بأنه خارج سيطرة الدولة كان بيان الحكومة هو بيان السيد رئيس الوزراء من خلال وزارة الخارجية هو اعظم هدية ورسالة تتقدم للحشد في ذكراه العاشرة بأن الحكومة والدولة تحتضن وتنظر للحشد على انه الابن البار الذي يلتزم بتوجيهات هذه الدولة ويدافع عنها، ما قاتلنا الا لإسقاط دولة الخرافة واقامة دولة الدستور في مشروع قانون الخدمة والتقاعد من المواد الأساس فيه ان هذه الهيئة مع القوات المسلحة الاخرى تسهم في الدفاع عن الدستور وعن النظام السياسي المنطلق من الدستور عن نظام الحكم الذي يأتي من طريق صناديق الاقتراع وارادة الناس ، الحشد له دور كبير في حفظ مكانة وبوصلة هذه الدولة وان شاء الله سنكون كذلك دائما
ونعاهد الله والقائد العام ونعاهدكم جميعا على ان يكون الحشد حشدا لكل العراق وليس لطائفة ولا اتجاه ولا نقبل ان يتشطر الحشد ولا ان تنخر به المحاصصة وانما يكون حشدا للعراقيين يستنيروا بتوجيهات المرجعية الدينية ويتوجهوا بتوجيهات القائد العام للقوات المسلحة.
ولا يفوتني ان أشهد بأن الاخوان في الجمهورية الاسلامية قد دعمونا منذ الايام الاولى ، من منا يستطيع ان يؤرخ للحشد وينسى قاسم سليماني هذا الرجل الذي قدم وجوده في العراق وبذل ونظر وخطط وقدم كل ما يستطيع هو سند لنا ودعم للحشد في ايام عز فيه الناصر والمعين.
نحن نشكر كل من قدم لنا الدعم والعون فعشائرنا الكريمة اكبر اطار اجتماعي احتضن الحشد واحتضنه الحشد هذا الاطار الذي استطاع ان يكسر المعادلة الطائفية كما كان هو ساقا عصيا على الدخول في صراع الطائفية، ففي العراق عوامل اجتماعية قوية والعشائر احدى هذه العوامل الاساس التي تربت على العمل المشترك والتعايش وحكومتنا حكومة حكومة السيد رئيس الوزراء تبرع بصراحة في ادارة التناقضات الاجتماعية وإدارة الخلافات بين المكونات بما يضمن مصلحة الوطن ومصلحة التعايش.