الشهيد الشيخ حسن عبد علي العيساوي

ولد الشهيد في محافظة بابل قضاء الاسكندرية متزوج وله ثلاثة أولاد، وبسبب ظروف خاصة انتقلت العائلة الى كربلاء المقدسة, عمل الشهيد في أوائل حياته خبازاً من أجل إعانة والده وكان رحمه الله خلوقاً ملتزماً ويساعد الآخرين.
وخلال وجوده في كربلاء أتيحت له الفرصة أن يتعلم العلوم الحوزوية, على يد أحد السادة الفضلاء, وكان استاذه معجباً بذكاء تلميذه وسرعة تعلمه, حيث كان فخوراً به.
كان رحمه الله ولعا بنشر الثقافة الاسلامية الاصيلة والاخلاق المحمدية الشريفة, غنيُّ النفس متعففاً لا يسعى الا لرضى الله عز وجل ويبتعد عن كل ما هو فيه سخط الله وغضبه فكان من الدعاة الى الله الصادقين .
عند اجتياح داعش العراق وتهديدها لمدننا المقدسة والآمنة كان الشهيد يراقب ما آلت اليه الاوضاع بتخوف واستياء شديدين, وكاُن يحرص على ترسيخ حب الوطن في نفوس الشباب والدفاع عنه والاستعداد للتضحية في سبيله وكانه كان ينتظر ساعة الحسم وهي ساعة صدور الفتوى المباركة التي دعت المؤمنين الى الجهاد الكفائي ضد أعداء الانسانية.
كان الشهيد من طليعة الملبيين لتلك الفتوى المباركة حيث دخل مراكز التدريب التي فتحتها العتبة الحسينية المقدسة, في مدينة الزائرين في كربلاء المقدسة وكان ذلك في شهر رمضان المبارك ومن ثم انتقل الى العمل تحت اشراف العتبة العلوية المقدسة ثم الى منطقة الرحالية حيث كان مرابطا مع المجاهدين مبلغا ومجاهدا مع فرقة العباس القتالية, واشترك في عدة معارك نذكر منها معركة تحرير جرف النصر واللطيفية واليوسفية وسامراء وسيد غريب ومنطقة العوينات والعوجة .
وكان (رض) يسعى دائما الى أن يكون مع المجاهدين في خطوط القتال حتى يتمكن من القتال وشحذ الهمم, وكان هذا أحد الاسباب التي دفعته الى الانتقال الى مديرية التوجيه العقائدي للحشد الشعبي، حيث مارس دوره كمبلغ قتالي في الجبهات ونتيجة لحضوره المتواصل وما أبداه من شجاعة فائقة, كلف بمسؤولية مقر المديرية في محور بيجي وكان مقره في قرية المزرعة المحاذية لبيجي.
كان الشهيد كتلة من الشجاعة والنشاط, فهو في حركة دائبة ليل ونهار, يتفقد إخوانه المجاهدين في الجبهات, ويقدم لهم الخدمات المختلفة, وكان له دور فعال في ايصال المساعدات للمجاهدين بالتنسيق مع المتبرعين, من أصحاب الحملات ومعتمدي السيد السيستاني(دام ظله), كما كان له اهتمام خاص بمساعدة الاهالي من تلك المناطق والذي.
في احدى زياراته للمجاهدين في داخل بيجي التي شهدت معارك شرسة وكر وفر بين المجاهدين والدواعش ومعه زميله الذي جمع بينهم الجهاد, وكان مرشحا ليكون بديلا عنه السيد محمد رضا الناجي والشاب الملائكي مصطفى وبعض المجاهدين , حيث كان يتفقد نقاطهم انفجرت فيهم عبوة ناسفة كانت مزروعة على جانب الطريق لترتقي ارواحهم الطاهرة الى بارئها في يوم الاثنين اليوم الثالث من عيد الفطر المبارك 1436هـ.