تقارير ومقالات

13 محرم … بداية النهاية لداعش في آخر معاقلهم بنينوى

في الثالث عشر من شهرمحرم الحرام من سنة 1438هــ الموافق 16/10/2016 أعلنت قيادة الحشد الشعبي في بيان لهاانطلاق الصفحة الأولى من عمليات تحرير الموصل ثاني أكبر المدن في العراق، بعد احتلال إرهابي دام ثلاث سنوات، مارست فيه قوى الجهل والظلام شتى انواع الانتهاكات والارهاب بحق البشر والحجر وكان الهدف من الصفحة الاولى تحرير القرى والقصبات التابعة للمدينة.
بلغ عدد القوات العسكرية المشاركة في عمليات التحرير نحو 100 الف مقاتل من مختلف الصنوف العسكرية وكانت القطعات المشاركة هي قوات الحشد الشعبي والجيش والشرطة الاتحادية وجهاز مكافحة الإرهاب وفرقة الرد السريع والبيشمركة وقيادة طيران الجيش. واوضح الحشد في بيان صدر في اليوم المذكور ان المرحلة الأولى من عمليات تحرير الموصل التي انطلقت ستشمل تحرير القرى والقصبات التابعة للموصل وتأمين طرق آمنة للمدنيين وسبق ذلك استعدادات كبيرة للقوات المسلحة بجميع صنوفها.
حيث عقد الشهيد القائد أبو مهدي المهندس اجتماعاً بالقادة العسكريين ووضع اللمسات الاخيرة لانطلاق عمليات تحرير الموصل قبيل انطلاق عمليات تحريرها حيث كانت قطعات الحشد الشعبي تتمركز في مواقعها قرب الموصل وتنتظر ساعة الصفر التي سيحددها رئيس الوزراء القائد العام للقوات المسلحة آنذاك حيدر العبادي”.
وأعلن القائد العام للقوات المسلحة حيدر العبادي انطلاق عمليات تحرير مدينة الموصل من قبضة تنظيم “داعش”،
فيما دعا اهالي المدينة الى التعاون مع القوات المحررة و” التعايش السلمي” مع كافة المكونات بعد التحرير.
واشار العبادي الى ان “هناك محاولات لمنع انطلاق عملية تحرير الموصل لكن تم افشالها كما تم افشال محاولة عرقلة تحرير مدينة الفلوجة”. العبادي استقبل قادة الحشد واشاد بانضباط القوات المشاركة بتحرير الموصل.
وقد مسك الحشد الشعبي اطول واخطر محور في هذه العمليات وهو المحور الغربي من مدينة الموصل، حيث يعد اصعب المحاور كونه يمتد من ناحية القيارة جنوبي الموصل وصولا الى الحدود العراقية السورية وقد تحرك الحشد الشعبي بمرحلتين: الأولى بسيطرته على مفاصل الطرق الحيوية الرابطة ما بين منطقة عين الجحش عداية ثم اتجه الى المطار، اذ طوق مطار تلعفر و عزله تماما و من ثم قام باستعادة منطقة المطار بشكل كامل و بعدها سيطر على الطرق الرابطة ما بين منطقة المطار و منطقة سنجار غرباً ثم اتجه جنوبا الى ناحية تل عبطة و عزلها بالكامل، كما سيطر على الطرق الرابطة في المناطق الغربية شمال غرب منطقة تل عبطة باتجاه شمال البعاج و جنوب منطقة سنجار.
وتمكن الحشد الشعبي من تفجير أكثر من (7) عجلات مفخخة حاولت عرقلة تقدمه و تم قتل 32 داعشي
بضربات طيران الجيش العراقي بالتنسيق مع الحشد الشعبي و معالجة عجلة كبيرة نوع( لوري)
في قاطع مسؤولية الحشد الشعبي ضمن المحور الغربي منطقة تل الزلط خلال الــ (48) ساعة الاولى لانطلاق المتقدمة العمليات.
وبعد معارك شرسة خاضها ابطال الحشد الشعبي ضد أعتى قوة عالمية عجزت عن مواجهتها أكبر دول العالم تنظيماً، أعلنت قيادة الحشد الشعبي انتهاء مهام قواتها بتحرير كامل الجانب الغربي للموصل في التاسع من حزيران 2017 بمساحة تصل الى 14 ألف كم2 من جنوب الموصل وصولا الى الحدود السورية.
ومن أبرز المناطق التي حررها الحشد الشعبي ناحية تل عبطة في كانون الأول 2016 والتي تعد مركز قيادة داعش
في منطقة الجزيرة وقطع خطوط امداد بين المحورين الغربي والجنوبي، بالإضافة الى تحرير مطار تلعفر العسكري و قضاء الحضر ومملكة الحضر الاثرية ومعبر تل صفوك الحدودي مع سوريا والوصول الى الحدود وتحقيق نقاط تماس تتراوح ما بين 50 – 60 كم2.
العوائل المحررة من قبضة داعش الارهابي والتي بلغ تعددهاف ي المرحلة الأولى من بدء عمليات التحرير أكثر من (400) عائلة، استقبلت الحشد بحفاوة كبيرة وكان والوضع الانساني من اولويات قوات الحشد الشعبي.
حيث تمكنت قوات الحشد الشعبي من ايصال المؤون والدعم اللوجستي للعوائل التي تم اجلاؤها تضمنت (المأكل والماء الصالح للشرب والمستلزمات الطبية والوقود).
وقد أعلن القائد الشهيد أبو مهدي المهندس في العاشر من حزيران 2017 اختتام العمليات لمحور الحشد الشعبي غربي الموصل بتحقيق كامل الأهداف كما قال الشهيد المهندس ان تهديد داعش مازال قائما وتنتظرنا عمليات أكبر بعد تحرير الموصل.
وبارك وزير الداخلية آنذاك قاسم الاعرجي بجهود الحشد الشعبي والقوات الامنية في الجهود التي بذلوها في تحرير الموصل، واشاد بالانتصارات الكبيرة والباهرة التي حققتها قوات الحشد الشعبي، والشرطة الإتحادية وجهاز مكافحة الإرهاب والجيش وإعلان تحرير الموصل وعودتها إلى أحضان الوطن”، مؤكدا ان “القوات الامنية تحقق انتصارات متلاحقة، لكن المعركة مازالت طويلة.
وأثارت تصريحات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان التي أكد خلالها مشاركة قواته في تحرير الموصل غضب الشارع العراقي،فيما اعتبر الناطق باسم الحشد الشعبي وجود القوات التركيةفي الأرض العراقية لا يختلف عن وجود داعش. وصرح المتحدث باسم المكتب الاعلامي لرئاسة الوزراء آنذاك سعد الحديثي أن خطة تحرير الموصل خالية تماما من أي دور للقوات التركية، وأن الحكومة العراقية سوف تتخذ جميع الخطوات التي يدعمها القانون الدولي لإجبار تركيا على سحب قواتها من أرض العراق.
يذكر ان بعد تحرير الموصل وجهت المرجعية العليافي النجف الاشرف بمساعدة النازحين واغاثتهم وعلى أثر ذلك أطلق الحشد الشعبي حملة (لأجلكم) كانت تهدف لإغاثة النازحين في الموصل وأعلن الشهيد ابو مهدي المهندس عن وصول مئات العجلات من المساعدات الى الموصل ضمن حملة “لأجلكم” لإغاثة النازحين،فيما أكد ان فرق الاغاثة وصلت الى عمق الجانب الايمن لتفادي نزوح اعداد اكبر من المدنيين.
وصرح رئيس حملة لأجلكم صفاء الساعدي وصول أكثر من 1000 شاحنة تحمل مساعدات لنازحي الموصل ضمن حملة لأجلكم التي دعت لها المرجعية الدينية العليا، مشيرا الى ان مجموع الشاحنات التي وصلت للموصل منذ انطلاق الحملة وصل الى 2700 شاحنة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى